الدنيا

Publié le par Salsabil

الدنيا
كلام مهم حول الدنيا

لا شيء أفسد للقلب من التعلق بالدنيا والركون إليها؛ فإن متاعها قليل، والبقاء فيها مستحيل، ومنادي الموت ينادي كل يوم.. ولكي نتقي شر هذه الدنيا المتقلبة، دعونا أيها الإخوة في الله نستمع إلى من خبرها وعرفها معرفة حقه من أهل التقى والصلاح؛ لنـزداد معرفة بها

 

الحمد لله واعظ القلوب المؤمنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، خير من عبَد الله على بصيرة، أما بعد:

فيا -عباد الله- اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، تقوى الله التي ما جاورت قلبًا إلا وصلته بقيوم السموات والأرض، وباعدت بينه وبين الذنوب والمعاصي والنيران ما شاء الله لها ذلك.

عباد الله: مضى رجال من هذه الأمة، كانوا يخشون ربهم خشية العارفين الموقنين، لذلك كانت أقوالهم وأفعالهم موزونة بما للشرع من موازين، كانوا يزنون كلامهم قبل أن يتلفظوا به؛ لأنهم يوقنون بقوله تعالى: (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) [ق: 18].

كانوا إذا أظلم الليل يقفون في محاريبهم باكين متضرعين، لهم أنين كأنين المرضى، ولهم حنين كحنين الثكلى، إذا مروا بأية من كتاب الله جعلوا يرددونها بقلب حزين، وصوت خاشع، تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفًا وطمعًا، فيا أسفًا على من ضعفت تلك الخشية في قلبه، وأعقبتها قسوة أذهلت العباد عن طاعة الله، فصاروا يأتون ما يأتون، ويَدَعون ما يَدَعون، دون سؤال عن سخط الله ورضاه، وغدت جوارحهم مطلقةً فيما يُغضب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، العين والأذن، واليد والقدم، واللسان والبنان، والبطن والفرج.

أين هؤلاء الضائعون في متاهات الذنوب، من قوم يقومون إذا نام الناس في وقت التجلي الأعظم، يناجون ربهم راغبين في رضوان الغفور الرحيم، خائفين من سطوة الجبار المنتقم، متفكرين في سرعة انقضاء الآجال، موقنين أنهم محاسبون على أصغر الأعمال وأدنى الأقوال في كتابٍ لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، مكلَّفون بواجبات العبودية التي لم يقوموا إلا بالقليل منها وهم عنها مسئولون، وعلى ما قدَّموه من خير أو شر قادمون، والسعيد من حاسب نفسه قبل أن يُحَاسَب.

اللهم انصر الإسلام والمسلمين، واحم حوزة الدين، ودمّر أعداء الدين، وانصر عبادك الصالحين في كل مكان.

اللهم ثبّت محبتك في قلوبنا، وألهمنا ذكرك وشكرك ووفقنا لطاعتك، وامتثال أمرك.

اللهم نوّر قلوبنا بنور الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين، غير ضالين ولا مضلين، ووفقنا لعمل الصالحات واجتناب السيئات، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، الأحياء منهم والميتين برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم وفق ولاة أمور المسلمين لتطبيق شرعك ،كما تحب وترضى، والاهتداء بسنة نبيك -صلى الله عليه وسلم-كما تقر عينه وتهنا، واجعلهم سندًا للإسلام والمسلمين، حربة في صدور أعداء الدين.

اللهم أيد ولاة أمرنا بالحق وأيد الحق بهم، ووفقهم لإصلاح بلادهم ورعاياهم، برحمتك يا أرحم الراحمين.

ربنا اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم، ولمن لهم حق علينا من المسلمين، وللمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات.

اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن خلفائه الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية الصحابة والتابعين، وعنا معهم بعفوك ورضاك يا أرحم الراحمين.

   SOLI KIM HD الفيديو من قناة  

https://www.youtube.com/watch?v=Gtrtav7RpGI رابط الفيديو

 

 

 

محتوى الموقع منقول من عدة مصادر والحقوق محفوظة لأصحابها.

المصدر : ملتقى الخطباء

 

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article